في مواجهة غُربة الجامعة

بعد انقضاء الصيف بكل ما فيه و بدء الاستعداد لعامٍ دراسيّ جديد أخذت أفكر في عامي السابق و كيف كان، بصراحة انزعجت بعض الشيء . تذكرت كم كنت أشعر بالوَحشة التي لا زالت إلى الآن و كم أنني كنت كارهة لدوام الجامعة، أخذت قبل أيام أبحث عن شيء يُحمّسني للدوام و وجدت ذلك بالفعل لكن سرعان ما أُحبطت!
في أول يوم دوام لهذا الفصل عدت إلى المنزل و أنا أشعر بضيق شديد، كنت مستاءة و لا أريد الذهاب للجامعة لأن شعوري لا زال كما هو اتجاهها . و عشت مشاعر درامية عديدة 😛رغم أنني لا أفضل العطلة الطويلة التي تمتد لشهور لكنني حقاً أشعر بتعب شديد .أخذت أفكر بكل شيء سيء حدث فيما مضى ، حتى وصلت لنقطة ما و أدركت أنني قمت بأشياء جميلة أيضاً لمواجهة مشكلتي مع الجامعة و بأنه ينبغي علي التركيز على أنني حاولت و قمت بفعل شيء على الأقل!

قررت فيما بعد تدوين بعض الأشياء التي قمت بتجربتها خلال العام الجامعي الماضي في محاولة مني لتذكيري بها و تحسين شعور بدء الدوام قليلاً 😛 و لعل من سيقرأ هنا يجد ما يفيده

° أنشطة تجعلني سعيدة
كنت في الأيام التي أشعر فيها بملل شديد أذهب إلى " المسطح الأخضر" في الجامعة و أجلس وحدي ، أحياناً كنت أحب أن أرسم على دفتر كنت دائماً ما أصطحبه معي لمثل هذه الأوقات ،و أحياناً عندما كنت أقرر بأنني سأذهب للجلوس وحدي وسط الخَضار الجميل كنت أحضِّر قبلها بيوم طبقاً من السلطة و أخلط مكونات أحبها😋

مشيت في أماكن كثيرة في الجامعة، كنت أستمتع بالهواء المنعش في فصليّ الربيع و الخريف و كنت أحب لقاء أوراق الأشجار المتناثرة هنا و هناك :')
مع تطبيق العديد من الأشياء التي أحبها شعرت بالأُلفة أكثر في هذا المكان الجديد الحمدلله


° جرّة ملوّنة
في بداية فصلي الجامعي الثاني كنت بحاجة لشيء يدفعني للخروج من غرفتي و الذهاب للجامعة دون بكاء و أنا في الطريق - وصل الأمر إلى هنا نعم😛- لذلك قررت أنني في كل صباح و قبل خروجي أفتح ورقة ملونة من جرة أوراق كنت قد حضرتها على أن يكون في هذه الورقة نشاط لا أقوم به عادة للخروج عن المألوف و في محاولة لزيادة الحَماس عندي D:

° صفحات "إنجازات صغيرة" 
قبل مدة طويلة نسبياً كنت فيها لا أقدّر قيمة أي شيء أفعله و كنت أريد الشعور بأنني حققت شيئاً كبيراً حتى أقدِّر نفسي و قيمة ما أفعله حقاً، حتى أنني كنت كلما قيل لي بأن "هذه أجمل أيام عمرك (فاستغليها) ما استطعت" أنزعج لأنني لست سعيدة! ولا أقوم بأشياء مفيدة  - أو هكذا كنت أظن- بغض النظر عن أن هذه المقولة خاطئة فلا شيء يؤكد أن أيام الجامعة هي أجمل أيام يعيشها الإنسان و لا ضمان لما هو قادم فربّما يكون أجمل، اقترحت صديقتي فكرة تقسيم الصفحة على ٤ أسابيع و تدوين إنجازات كل أسبوع مهما كانت صغيرة، طبقت هذه الفكرة لمدة و كانت نتائجها واضحة في نفسي!
أعود لتطبيقها هذه الفترة أيضاً و بكل صدق إن كان لشيء أثراً كبيراً فيّ فهذه إحداها :')

° يوميات السبت 
لأن السبت هو اليوم الذي يسبق بداية أسبوع طويل، كنت أفكر كثيراً بكيف أنني سأواجه أسبوعاً جديداً في الجامعة و كان ينقضي اليوم و يفلت مني دون فعل أي شيء سوى أنني أزعجت بنفسي بنفسي p:
قررت فيما بعد تطبيق أنشطة مُحببة على قلبي في هذا اليوم تحديداً، فكان يوم السبت يوماً أقضيه في المنزل أغلف الهدايا و أرسم و ألون، ... إلخ.
تصالحت معه أخيراً و أصبحت أنتظره بفارغ الصبر لأنني كنت طوال الأسبوع أكتب قائمة طويلة بما أريد فعله في أيام السبت تحديداً و كان ذلك مُحمِّساً بالنسبة لي.
في هذا الفصل أريد المتابعة في هذا الموضوع لكن أغلب نشاطاتي أُفضِّل أن تكون خارج المنزل هذه المرة، و ابتداء من السبت القادم سأحاول الإلتزام بدرسٍ أسبوعي أتكاسل عن الذهاب إليه أحياناً 😛  لكني أحسب أن ذهابي إليه سيُعينني في كثير من الأشياء.

° توثيق اللحظات السعيدة
و ذلك يكون بتصوير لحظات متفرقة من الأسبوع ثم جمع هذه اللقطات في فيديو قصير لا يتجاوز الدقيقتين في محاولة لتذكيري باللحظات السعيدة و أنها موجودة !
كنت أحاول أن أعيش اللحظة حتى و إن كنت أصوّرها - و هذا صعب - و غالباً يكون الأمر دون تخطيط مني للتصوير أي أن اللقطات تغلب عليها العفوية، في البداية و بعد أول فيديو شعرت بأن الفكرة جيّدة . بعد ذلك شعرت بأنها نعم أعطتني شعوراً جميلاً لكنها لا تُشبهني و لأنني لا أمسك بهاتفي طوال الوقت لأصوِّر و لا أحب فعل ذلك فأوقفت تطبيقها لكنها في ذلك الوقت أثرت بشكل لطيف في نفسي.

° الطعام الصحي 
مع شعوري بأن أكل المطاعم مُكلف بالنسبة لي و لا فائدة فيه غالباً، خطر لي بأن النقود التي تضيع على هذا الشيء أن اقوم بتوفيرها لإحضار بعض الفواكة و الخضار و الأجبان التي أحِب😋 و تحضير وجبات خفيفة في المنزل لآخذها معي إلى الجامعة و هذا لم ألتزم به إلى الآن لكنني ما زلت أحاول الإبتعاد عن الطعام الجاهز و محاولة تحضير طبقاُ بسيطاً خاصاً بي ..كانت ألوان الطبق الذي أحضِّره تُسعدني D:

° لقاءات التعارف + هدايا التعارف 
غالباً الأنشطة التي ذكرتها فردية و أقوم بها وحدي، لا ألغي دور الآخر و بأنني حاولت جاهدة أن "أدفش" نفسي للمشاركة مع الآخرين و التعرف عليهم فكان هنالك ما أسمَيته لقاءات التعارف و بفعل ذلك تعرفت على كثير من الفتيات ممن حولي و هذا خفّف من وطأة شعور غُربة المكان.
كنت أحضر بعد الهدايا و أكتب الرسائل في اللقاءات الأولى كنوع من زيادة الألفة بيننا و تعبيراً عن امتناني و حُبّي لمعرفتهم


° حضور نشاطات جماعية 
حضرت كثيراً من المحاضرات التوعوية التي كانت قيّمة بالنسبة لي، شاركت في حلقات القرآن ..حاولت أن أستكشف أشياء مُحببة في الكلية التي لا أحبها و وجدت بأن خريف كُليّتنا ملوّناً و مميزاً ،و حالياً أصبحت عندما أضطر لدخول الكلية أحاول أن أكون بشعور جيد ما استطعت.


لن أزيد أكثر لكن سأشارك المزيد لاحقاً ربما، أريد التنويه إلى أن الكثير من مشاعري السيئة اتجاه الأمر لا زالت لكن ما طرحته هنا ساعدني في تجاوز بعض الأمور بسهولة أكبر، و ما زلت أسعى للتحسين قدر استطاعتي






تعليقات

  1. لك حبيتتتتتتتت😍😍❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. :')
    ما أحلاكِ نسرين ❤
    دافئ و مليئ بالتفاصيل ما كُتب هنا

    عسى أن يكون هذا الفصل خيراً و أن يكون هناك متسع للخروج من المنزل و مشاركة الناس 😁

    ردحذف
    الردود
    1. إنت الحلوة يا تس تس🤗❤️
      سعيدة برؤية اسمك هنا صدقاً💖

      يا رب ..لنا و لكم :')

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة