بعد غياب

 


في الغرفة سريرين ، واحد لي و الآخر لأختي ، و سريري هو الأقرب للنافذة ، في العادة أكون قد أغلقت النافذة بإحكام بعد أذان المغرب ...الليلة الماضية قررت إطفاء كل الأنوار و فتحها ، بقيت جالسة على السرير أتأمل السماء الصافية و حركة أوراق النباتات التي تداعبها نسمات الهواء في ليلة صيفية هادئة .

أنسج أفكار هذه التدوينة تلك الليلة ، حتى أصبحت قطعة محببة لقلبي و شعرت بالحماس لرؤيتها أمامي ، فور استيقاظي اليوم قررت بأنني أريد الكتابة و فعلًا بدأت ، لكنني و بعد لحظات شعرت بأنني لا أستطيع التعبير بحرية و لا أقدر على سرد ما أريد بترتيب و أن الأفكار في رأسي قد تبعثرت و القطعة الجميلة التي ظننت أنني حِكتها بإتقان بقيت في نفسي مجرد خيال .

تحزنني محاولاتي العديدة في الكتابة التي لا أرى أنني أخرج منها بشيء لنفسي قبل الآخرين ، حاولت خلال الفترة الماضية أن أكتب أكثر من مرة في مدونتي لكنني لم أستطع إكمال أي واحدة ، شعرت بالضجر و قررت عدم المحاولة مرة أخرى .

مع كل ذلك تبقى مدونتي عزيزة على قلبي ، و الكتابة هنا ليست كالكتابة في أي مكان آخر ولا حتى في دفاتري :") 

يبقى هذا المكان هو أول ما ساعدني لأعبر بتفصيل ، و أول مكان كسرت فيه حواجز المشاركة . و هنا تعرفت على عالمي الصغير الذي أحببته مع الوقت و عوالم آخرين جميلة 🌸

الفترة الحالية من حياتي مليئة بشكل كبير ، و بالفعل وجدت أنني أحتاج الكتابة عنها و لم أجد طريقة أنسب من الكتابة هنا ، لذلك قررت العودة ولو بشكل خفيف ، علّني بذلك أتخفّف و أسعَد :) 

خلال العام الماضي دخلن حياتي صديقات جدد ، منهن من أصبحن قريبات و عزيزات جدًا ... تشاركنا الكثير ولا زلنا ، أحب الكتابة عنهن و عن ما نفعله ، أحب الكتابة عن أيامي و كيف تمضي بعد التخرج ، عن تجارب جديدة أخوضها لأول مرة ، عن مخاوف كثيرة تنتابني و من ثم تزول مع اختبار حقيقتها ، و سأفعل بإذن الله .

صديقتي الجامعيّة و من ألطف من عرفت خلال رحلة استمرت لأربعة أعوام كان حفل زفافها أمس ، التقينا قبله بأسبوع للوداع بسبب سفرها لبلد بعيد بعد زواجها ... تخبرني بتأثر أنها لن تستطيع أخذ نباتاتها التي رافقتها لسنوات في منزلها معها ، و أنها تريد أن تعطيني واحدة منهن لأعتني بها و أن أرسل لها صورها كل فترة ، استقبلت ذلك بشيء من الرهبة بسبب شعور المسؤولية الذي انتباني اتجاه ذلك لكنني بعدها سعدت بمثل هذا الطلب و شعرت بمدى قرب بيان و ثقتها 💕

أكتب هذه التدوينة الآن و أنا بجوار تلك النبتة ، و بعد كل بضع كلمات أرفع رأسي لأنظر لها ، فأسعد لأن بيان تركت لي ذكرى تجمع الكثير من الذكريات سابقًا خلال حياتنا الجامعية فقد كنا نتشارك الكثير عن العناية بالنباتات و حبها .

مني و من نبتتي الجديدة سلامًا لكل مجتمع التدوين ! 


تعليقات

  1. يا أهلاً بعودتك من جديد
    لا حُرمنا حرفك الدافئ ❤️

    -تسنين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة