عن الأصدقاء و المراحل المختلفة

هل تعرفون ما معنى أن يكون لديكم أصدقاء للمرحلة فقط؟
تبدو الجملة أنانية لوهلة أو هكذا كنت أظن في البداية، ثم كشفت لي التجارب الحياتية و المواقف أني أعيش هذا بل لا بد من عيشه أصلاً! 
قبل عامين و في عامي الجامعيّ الأول تحديدًا كنت مستسلمة جدًا لفكرة أنني لن أستطيع بناء علاقات جيدة في الجامعة، و لكي أبعد عني شعوري بأني أريد من آنس بوجودها معي في ذاك المكان الجديد عليّ قلت أني سأكتفي بنفسي و علاقاتي التي خرجت بها من المدرسة و هذا يكفيني، و تدريجياً تبيّن لي أني أخدع نفسي و أهرب من حاجتي.
هناك علاقات جيدة خرجت بها من المدرسة نعم و الحمدلله عليها :) 
مع تفرّق الدروب خفّ التواصل و خفّت اللقاءات ،بقيت بعض العلاقات قائمة نتقاسم و نتشارك بعض الأشياء و كلما صحت لنا الفرصة نتقابل و نعيش طفولتنا مرة أخرى معًا 😛 لكن أصبح لا بد من التعرف على أناس جدد في مرحلة جديدة في محاولة للتأقلم ،و لا ينفع الإنسان أن ينكفىء على نفسه و علاقاته القديمة فقط حيث لا بد من التعرف على الناس من حوله مهما بدو مختلفين عنه .
كنت في كل محطة أذهب إليها أجدني وحدي ، و أشخاص مختلفون من حولي ....مما أعرفه عن نفسي أني لا أكوّن علاقة قوية و قريبة بسهولة و سرعة كبيرة لكني أستطيع التحدث إلى أشخاص جدد و لو كانت الأحاديث عابرة .
في مرحلة عزلت فيها نفسي لشهرين تقريباً عن لقاء أي أحد كنت أفكر و أتساءل: لماذا أجد كل هذه الصعوبة في التعامل مع الناس الآن؟
لم أجد إجابة واضحة حينها و كنت قاسية مع نفسي لأني أعيش شيئًا لا أعرف سببه ..أقول اليوم: لا بأس بذلك فقد وجدت الإجابة بعد مدة و الوقت لم يتأخر! :) 

فكرة خاطئة حملتها معي: لا تنبغي المحاولة في تكوين العلاقات فإما أن أتعرف على شخص و تنجح مهمتي ونقطة p: 
من قال ذلك؟
حسنًا ،أنا من قلت ذلك لأني كنت أستسلم بسهولة،  تعلمت بعد ذلك أنه لا بأس أن أفهم بعد تكوين علاقة ما أنها لم تكن ناجحة ، و أحاول البحث مجدداً و أعود لأفشل في مهمتي و أحاول مرة أخرى . 
من الأخطاء التي وقعت بها أيضًا أنني كنت أريد علاقات لا تتغير و لا تتبدل ، قوية و قريبة، تشبهني في الكثير ...ثم اكتشفت أن هذا غير موجود إلا في خيالي p: 
كونت علاقات عديدة ... بيننا نقاط مشتركة، نتشابه في أشياء و نختلف في أخرى و الحياة مستمرة و "عادي" ! 
أقول قبل أيام لصديقتي : أنني أعرف ربما بعد انتهاء الجامعة لن تبقى العلاقات التي كونتها كما هي الآن ، و حتى علاقاتي بصديقاتي اللواتي عرفتهن من أعوام عديدة لا ضمان لوجودهم في حياتي بشكل دائم، لا ضمان لوجود أي شيء بشكل دائم ! 
الأيام تجري و الأحوال تتغير ، و الحياة تأتِ بالكثير ..لن نستطيع الحفاظ على ما لدينا دائمًا. 
هناك حقًا ما يُسمّى :"أصدقاء للمرحلة"... صديقك اليوم ربما لن يكون صديقك غدًا ليس لأنه أصبح عدوّك مثلاً أو عشت بعض الدراما معه فأصبحت تطلق على علاقاتك القديمة مثل مصطلحات الغدر و الخيانة و هذه الأمور التي لا تعنيني و لا أفكر بها و الحمدلله أنني لا أعيشها :) 
لكن لأنه من الممكن ببساطة أن تبتعد عنه و يبتعد عنك لظروف لم تكن بالحسبان أو لأن الاهتمامات و النشاطات اختلفت و لم يعد هناك أشياء مشتركة و هذا ما عشته أنا! 
هذا الأمر لا يكون دائماً و لا يعني أن لكل مرحلة أصدقاء جدد و الصداقات القديمة تختفي. لا! من الممكن أن يبقوا معك في مراحل تالية تعيشها لكن فكرة "أصدقائي اليوم، هم أصدقائي غدًا أيضًا" لا أجدها واقعية. 
هناك علاقات تعيننا على المرحلة التي نحن فيها، علاقات تُناسب المرحلة نفسها ، بمجرد انتهائها تنتهي ليس لأننا نريد قطعها أو أننا لا نحبها لكن ربما لأنها لا تُشبهنا و لا نتصور أن تُكمل معنا الطريق لأن حياتها و ما تريد مختلف تمامًا عنّا. 
أحب أن أقول لنفسي كلّما وجدتني أطلب المستحيل في علاقاتي : كوني مَرِنة أكثر يا نسرين 😀


تعليقات

  1. رزقك الله خير الأصدقاء وأدام عليكِ الود والألفة💕

    ردحذف
    الردود
    1. نوار الجميلة 💛
      آمين و إياكِ يا رب

      حذف
  2. أحببت تعبريك، أعترف أنني كنت أنانية أنا أيضاً في تفكيري هذا سابقاً، لكن تغيرت فكرتي مثلك وبعد قراءة كلماتك تعمقت أكثر، 🥰

    ردحذف
    الردود
    1. شكرًا لقراءتك حنين ♥️
      سعيدة بك😁

      حذف
  3. أصدقاء المرحلة أمر لا مفر منه .. من الصعب على الانسان أن يحتفظ بكل أصدقائه .. بالاضافة الى أن التقدم المستمر في العمر ينضج معايير المرء في اختيار أصدقائه

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة