من هنا و هناك ( 2 )

أتشارك و صديقاتي الحُزن لأننا لم نخرج و نعيش حياة ربيعية في هذا الفصل الذي ننتظره من العام إلى العام! لاحظت شيئاً مؤخراً و شاركتهم: " الرَّبيع يأبى أن يُفارقني ،كلما فتحت النافذة بتنوّر بحشراته! 😛"
علماً بأني لست من مُحبّي الحشرات أبداً، لكن ..سبحان الله يكون شعوري الآن بأنها نعمة تَحفّني و بأنها من رائحة الربيع الذي أفتقده ، الحمدلله على لُطفه !
_________




قبل أيام رأيت هذه الصور التي نشرتها إحدى اللواتي أتابعهنّ على تمبلر ...رغم ما فيها من حاجات و أدوات لطيفة إلا أنه استوقفني فيها أيضاً الشكل العام للمكان، العواميد شبه مهترئة، و خشب الطاولة فيه نتوءات كثيرة، أنا التي أبحث عن الكمال في كل شيء شعرت بأنها تقول لي شيئاً ما، شيئاً أحب تذكره كلما نسيته أو تناسيته.. تقول لي أن في النقص جمالاً يحتاج مني البحث عنه و رؤيته، و بأن لا أتعب نفسي - كما أفعل هذه الأيام - و أنا أحاول التركيز على تغطية الجوانب الناقصة و خوفي منها.
لطالما شدّتني الأنفس القادرة على رؤية كل جميل في الأمور حتى و هي ناقصة ، الأنفس القادرة على تقبّل هذه الحقيقة ...أنه مهما حاولنا جاهدين تغطية الجانب الناقص في حياتنا سيبقى و ينبغي علينا التأقلم مع ذلك في هذه الدنيا.
الصورة و كل ما فيها جميل ،و جمال هذا المكان بجمال روح من تسكنه .
_________

في تدوينة لياسمين قرأتها مؤخراً أفكر بحالة التردد التي تراودني من مشاركة شعوري بشكل واضح تجنبًا لسماع ما لا أحبه، و أتذكر جملة قيلت لي أكثر من مرة:" نسرين كيف بتخافي و إنت بتدرسي علم نفس؟" و كأنه لا ينبغي عليّ أن أخاف أو كلما راودني شعور الخوف يجب عليّ إنقاذ نفسي بنفسي دائماً!
هل لأني أدرس هذا التخصص لا ينبغي عليّ أن أعيش بشريّتي؟ هل أستطيع فعل ذلك أصلاً؟ بالطبع لا!
ربما نكون من أكثر الناس حظًا لأننا نتعلّم استراتيجيات التكيف و التعامل مع كل هذه الأمور، و ربما نكون أكثر وعيًا من غيرنا بها، لكن هذا لا يعني أننا لن نعيش هذه المشاعر …مشاعر كل إنسان!

__________

في مجموعة دراسية صغيرة على الواتساب، أتشارك فيها و زميلاتي إنجاز الواجبات و تجهيز المشاريع، كان الغرض منها توفير الدعم لبعضنا البعض، البارحة كنا نتشارك الخوف و صعوبة المطلوب منا في مادة معينة، أقول لهم بعد حوارنا: شكراً لوجودكم ، أنا أشعر بالأُنس معكم!

اليوم أقول لمدوّنتي الصغيرة التي تساعدني لأفرغ الكثير مما في نفسي : شكراً لوجودك، أنا أشعر بالأُنس معك :')!
الحمدلله







تعليقات

  1. تدوينة رائعة..

    أنا كذلك استوقفتني صور الغرفة، ورأيتها رائعة. يعجبني فن الديكور عندما يوجه اهتمامه ناحية إعادة تدوير الأشياء ومزجها بأخرى جديدة للخروج بنتائج شاذة وغريبة ومغلفة بشيء من الجمال. أشعر كأنهم قاموا بإعادة إحياء كائن ما كان على وشك الموت!

    النقصان أحيان يكون مزية لبعض الأمور وبه تصبح مكتملة ومثالية. علينا إعادة تعريف المثالية والكمال لأنفسنا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا. فقد يكون القليل كافي، وجميل جدا وله تأثير في جوانب عديدة.

    ردحذف
    الردود
    1. " لا تحقرن من المعروف شيئًا"
      يااه! شكراً لتذكيري بالحديث!
      أعاننا الله و إياكم على تقدير الأشياء الصغيرة و البسيطة ،و السعادة بما هو متاح.

      شكراً لمرورك من هنا و أهلاً بك في مدوّنتي.

      حذف
  2. كمية جمال في مكان واحد :')

    ردحذف
  3. "في النقص جمالاً يحتاج مني البحث عنه و رؤيته"
    استوقفتني هذه الجملة، و أحببتها حقًا ودفعتني للتفكير بالجوانب الجميلة لكل ما أراه ناقصًا.
    تدوينة لطيفة، استمتعت بقراءتها، وسأشكر مدونتكِ أيضًا لأنها أتاحت لنا قراءة تدوينات "مؤنسة" مثل هذه.

    دمتي بخير،

    ردحذف
    الردود
    1. أهلاً و سهلاً بكِ يا بشائر
      أسعدني وجودك هنا حقًا! *-*
      شكراً للطفك و لُطف تعليقك
      دمتِ بخير كذلك🌸

      حذف
  4. أحببت التدوينة، لطيفة 🤩
    فعلا وأنا أيضًا كنت أفعل ذلك حتى تدمرت معنوياتي في المقارنة فاحجمت عن هذا بعض الشيء.
    وفيما يخص التخصص ومشاعرك، صدقت لأن أغلب الناس يعتقدون ان المهنة تعني ان ان الشخص لا يجب ان ان ي عكسها، وكأننا أتينا من قوالب جاهزة.
    بالتوفيق

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لمرورك و تعليقك :)
      بالتوفيق لكِ أيضًا 🌻

      حذف
  5. حبيييت ، شكرا لك على الشعور الذي منحتنيه من خلال كلماتك الدافئة !!

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر لكِ على مرورك هنا
      أهلًا و سهًلا بكِ في مدونتي الصغيرة 🌸

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة