عامٌ مضى


عندما أفكر بهذا العام و ما فيه يخطر في بالي لوهلة أنه كان هادئاً و لا أحداث كبيرة حصلت فيه ،لكنني عندما أفكر بعمق أجد أنه كان مليئاً حقاً ! لكنه مر بسرعة كبيرة ! 
حصل خلال هذا العام الكثيير من الأشياء ، المواقف ، الكلام ، و عشت العديد من المشاعر ...عندما أنظر للأمر هكذا أبتسم لأنه يذكرني بأني إنسان و أحوالي تتقلب :")

من أكثر الأمور التي تعلّمتها و خرجت بها هي أن الإنسان مهما حاول أن يُرتب حياته و يتحكم بما يحدث فيها من أمور و مُجريات سيخرج الموضوع عن يده في كثير من الأحيان و تحدث أشياء لم تكن بالحُسبان لأن الله أراد ذلك، ببساطة!
حدثت الكثير من الأمور و كأنها تقول لي تذكري يا نسرين بشريّتك و نقصك و بأنك مخلوقة!
خلال هذا العام قدَّر الله و مرضت لأكثر من مرة و في كل مرة يكون الأمر سيئاً لدرجة أنني أتوقع أن أموت في أي لحظة!
يخطر في بالي بأنه هل يجب علي أن أمر بما مررت به من تعب حتى أتذكر أنني سأموت يوماً؟ و أدرك غفلتي، و أذكر نفسي بأنها دار الزيارة لا دار الإقامة ، و الحمد لله على ذلك :')
لا أريد أن ينقلب الموضوع للحديث عن الموت
لكن الموت حقيقة لا مفر منها و هذا من أكثر ما تنبّهت عليه هذا العام.


عشت أياماً حُلوة و أخرى مُرّة ، كان شتاء العام قاسياً عليّ، و عشت العديد من الظروف غير المُحببة، آمل أن يذهب أثرها عني قريباً . الربيع كان يغلب عليه اللطف، تعرفت فيه على أشخاص جدد، حضَّرت الكثير من الهدايا (فقرة العام الأجمل♥️)، حضَرت العديد من الأنشطة، خرجت و مشيت في الطرقات، أحب نسمات الهواء و استشعار لُطف الله و جمال صُنعه في ما حولي من نبات و خَضَار.
الصيف كان مليئاً بالدراسة و المناسبات العائلية لكن أيام الدراسة فيه غَلَبت، كنت قد سجلت فصلاً جامعياً و أخذت دورة تدريبية طويلة لأول مرة و كان الأمر مبهجاً بالنسبة لي :)
عبرت عن مشاعري و أفكاري أمام مجموعة بكل وضوح و صراحة ،دون خوف أو حَرَج لأول مرة !
و هذا من أبرز إنجازات العام، الحمدلله.
خرجت و قابلت العديد من الصديقات و عشنا أياماً صيفية جميلة 🌸 كان الصيف ممتعاً تخللته أياماً بائسة لكن هذا طبيعي فالدنيا ليست وردية.
لم أشعر بالخريف إلا عندما كنت أمشي و أرى أوراقاً تتدرج ألوانها الصفراء و البرتقالية و أخرى حَمراء متناثرة على الطرقات من حولي هنا و هناك🍁🍂
أعتقد بأن خريف هذا العام كان خفيفاً لطيفاً، نسمات الهواء عليلة ،و أوراق الأشجار تذكرني بالكثير.



لا أفضل هذه الأيام أن أشغل نفسي بما أريد أن تكون عليه أيامي القادمة- إن أحياني الله - لأنه لا بد من حدوث غير المتوقع و غير المرغوب، و لا أحب تقييد نفسي بإنجازات و توقعات كبيرة ربما لن تحدث.
سأحاول التخطيط لليوم في اليوم و عيش اللحظة فقط . ليس من الخطأ كتابة أهداف و وضع مخططات لكن لكل شيء وقته :) ، و غالباً أفضل أن تكون الأهداف بسيطة و شهرية.


لكل بداية نهاية و بعد كل نهاية بداية، و قبل نهاية هذا العام و بِدء آخر ..أذكر نفسي و أذكركم باقتباس قرأته مرة :
"ما مضى فات، و المؤمل غيب ، و لك الساعة التي أنت فيها" 
و المعنى واسع و كبير! 

تعليقات

  1. حصيلة ممتازة من التأملات المفيدة. شكرًا لك. أما عن نفسي فشعار العام المقبل هو "لا حول ولا قوة إلا بالله".

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة