لا بأس في احتياجك لبعض الوقت!

قبل خمس سنوات تقريباً تعثرت و أصبت بجرح في ساقي، كان الجرح عميقاً فتسبب ذلك ببقاء أثر له، كنت حزينة جداً و بأنه سبّب لي تشوّهاً و لو كان خفيفاً . كنت في ذلك العام و كلما صحوت من نومي أرقب مكان الجرح لأرى هل تحسن و لو قليلاً؟ أحياناً كنت أواسي نفسي بأنه يتحسن مع مرور الوقت و أحياناً أفكر بأن هذا الأثر سيبقى طوال حياتي.
قبل أشهر قليلة و بعد مرور كل هذه الأعوام تنبهت إلى أن الأثر شبه اختفى! كنت قد نسيت أمره أصلاً، لكنني سعدت بذلك طبعاً ،الحمدلله :)

أفكر قبل أيام بحالي و أحدث نفسي حقيقةً عن ما يؤرقني لليال طويلة ، كانت معظم الأفكار في رأسي تدور حول الصحة و المرض، أنا شخص تؤرقه هذه الفكرة ..فكرة أن يمرض و يبقى طريح الفراش لفترة طويلة، أو أن يضعف لدرجة تبقيه عاجزاً عن القيام بما يستطيع القيام به كما المعتاد. 
أدرب نفسي على تقبل أني إنسان ضعيف مهما حاولت أن أظهر عكس ذلك و بأنها حقيقة لا تذهب، و إن ما ينبغي عليّ فعله هو الأخذ بالأسباب و المحاولة بقدر ما أوتيت - فقط- المحافظة على جسدي و صحتي. أذكر نفسي بأن الأمر يتطلب الصبر و يحتاج مني وقتاً. 

في ليلة أشعر فيها بالوحدة لدرجة أن تتقلب في رأسي كل الأحداث و المواقف التي شعرت فيها بأني وحدي تماماً ، لم أستطع النوم في تلك الليلة، و تغيّبت عن دوامي صباح اليوم التالي لأني كنت متعبة. 
حاولت بعدها بأيام أن أفكر بالأمر بطريقة أوضح، قررت فيما بعد أني سأعمل على مشاركة من حولي ما أستطيع مشاركته أكثر، حتى لو كان الشعور لا ينفكّ عني، لن أحاول مقاومته و إبعاده لأني كلما حاولت المقاومة تألمت أكثر لعدم حصول النتائج التي أريد، قررت عوضاً عن ذلك المواجهة دون الدخول في حرب ، مواجهته و تقبله حتى بوجود الناس من حولي ولا أستطيع الانخراط معهم في بعض الأحيان ... لا أنكر أن هذا الشعور يصعب عليّ و يسبب لي الكثير من الإنزعاج لكني لا أستطيع  تجاهله و تقبله يحتاج مني وقتاً.
مع ذلك سأسعى للتحسين و التفاعل مع من أعرفهم عن قرب أكثر و سأعمل على تكوين علاقات جديدة خفيفة نأنَس بها و تأنَس بنا :)

قبل شهرين تقريباً قمت بإلغاء حسابي على إنستغرام لأنني شعرت بأنه يستهلك جزءاً لا بأس به من نفسي و وقتي ، أخذ تطبيق القرار مني عاماً كاملاً من التفكير و التدريب على عدم وجود إنستغرام في أيامي ...قبل أيام شعرت بأنني أريد العودة و أنني أحن لرؤية صور و أشياء جميلة كانت تمنحني شعوراً جيداً عندما أنظر اليها و كانت تُلهيني عما يشغلني من أمور ! 
ضعفت و كدت أقوم بإعادة إنشاء حساب جديد لكنني عندما هممت بذلك خطر في بالي أني لا أريد العودة لدوامة الهروب و ملء وقتي بما لا يفيدني و يضرني حقيقةً ! فلم أفعل :) !

البدء بإيقاف المشتتات من حولي سيساعدني على أن أكون منشغلة بنفسي راضية بما عندي ،و سيساعدني ذلك على تقبل فكرة أن الأمور تحتاج وقتاً و لا شيء يأتي و يذهب بكبسة زر !
و سيوقفني عن المقارنة الدائمة بين ما لدي و ما لدى الآخرين و بذلك أقدِّر مباهجي و إنجازاتي الصغيرة فعلاً :") !

في فترة الامتحانات في هذا الفصل كنت أشعر ببرود شديد اتجاه دراستي و لا أريد صرف طاقتي القليلة هذه الأيام على الدراسة و قلقي على عدم الحصول على علامات مرتفعة، دخلت فترة الامتحانات بنية أني لن أبذل أكثر مما أستطيع و أتعب نفسي و أجلدها ، لكنني فعلت! و لا بأس بذلك فقد كان الأمر أقل من قبل و الموضوع يحتاج للتدريب و التدريب يتطلب بعض الوقت ،قدر الله بأنني في بعض المواد قمت بأداء جيد و البعض الآخر لم يكن جيداً  ...و في حين أن جو الامتحانات و نظام العلامات في الجامعة يفرض جواً من المنافسة بين الطلاب فقد سمعت كلاماً لم يعجبني لأني لست من الناس التي تتفاعل في المحاضرات لكنني في الامتحانات أقدم جيداً فالجميع من حولي يصدم بعلامتي ... شعرت بالسوء لأيام و بأنني أود لو أقول للجميع بأن ينشغل بنفسه و يترك جو السباق الذي يصعنه لنفسه مع من حوله ! فسباقه مع نفسه لا معهم !
لم آبه كثيراً بعد ذلك و الشعور تغير الحمدلله ، المهم كيف أنا أرى نفسي و طريقي؟
_______

كُل ما كتبت رسالة لنفسي أولاً ...بأن الوقت موجود فعلاً لكن علي معرفة التعامل معه
و لا بأس :")