" ألطاف الله تُحيطك، ليتك تُدرِك"

في حين أني أعيش مشاعر عديدة متداخلة في الفترة
الأخيرة و لا أستطيع التعبير عن بعضها سواء بالكتابة أو حتى بالكلام، يغلب عليّ الحزن هذه الأيام و أبكي كثيراً  ...أحاول مساعدة نفسي بنفسي و كلما شعرت بأني قادرة على فعل شيء يُخرجني من أجواء البؤس و - الدراما - أفعله، يؤسفني أني لم أعد قادرة على دفن المشاعر بداخلي دون ظهورها على ملامح وجهي! فعندما اواجه أحداً أيًّا كان و يسألني، أو يُفتح الحديث أمامي عن أمر معين في الجامعة أقول بصراحة  شعوري نحوه حتى لو كان سيئاً و غالباً أحاول ألا أتطرق لموضوع آخر غير الجامعة ، أشعر بأني مكشوفة للجميع و هذه حقيقة تزعجني و تجعلني أجلد نفسي كثيراً فيما بعد ،  لكنني عندما أفكر من ناحية أخرى أقول بأنه" صِدق" و هذا جيد :')

قبل مدة بدأت بكتابة "قائمة امتنان يومية "أكتب فيها خمسة أشياء أنا ممتنة لوجودها في يومي ، ككوب العصير الذي أحب ، أو سريري الدافىء ، أو حتى شعور الحب الذي أشعر به من إخوتي في مواقف عديدة.

قررت اليوم أنني أريد تدوين بعض الأحداث التي لم أكتبها لكنها في بالي و أثرت بي بطريقة أو بأخرى ! و جعلتني أبتهج حينها ، لتذكيري بألطاف الله الموجودة دائماً و في كل يوم و لو كنا أحياناً نحتاج أن نبحث عنها و لا تتجلى لنا بسهولة لكثرة السواد الذي يغلب طابع أيامنا أو أننا نظن أنه كذلك.



- أتت عمتي العزيزة لزيارتنا في يوم الجمعة، و أحضرت لنا و لبيت جدي و جدتي طعام الغداء، كانت الوجبة لذيذة و هي أكثر شيء أحبه ...أحببت في ذلك اليوم اجتماع العائلة حول مائدة طعام واحدة و هو أمر نادر الحدوث - بعيدًا عن عزائم الصيف الكثيرة- و حديثي الطويل و ابنة عمتي عن حياة الجامعة و كل ما فيها ، لُطف جَمعة العائلة كان غالباً في ذلك اليوم آملة بأن تتكرر. 

- كنت أجلس في غرفتي لا أفعل شيئاً سوى أنني أفكر بالمهام الكثيرة التي ينبغي عليّ إنجازها و لا أجد في نفسي طاقة لفعل أي شيء! دخلت أختي الغرفة بحماس و طلبت مني مشاركتها في القفز و اللعب، شعرت بأنني بحاجة لذلك النشاط و طبّقته معها :) 

أحب أختي التي تجعلني أفضل و أبهج و هي لا تعرف بأنها تقدم لي دعماً في كثير من الأحيان.

- خرجت مع زميلات التخصص بعد دوام الجامعة لأول مرة، ذهبنا و تناولنا طعام الغداء معاً و من ثم ذهبنا لشراء بعض الحاجات، جلسنا و تحدثنا و ضحكنا كثيراً في ذلك اليوم، مما لامسني قول سارة أنها كانت تفكر في إحضار هدية لي لأنها شاهدت دفاتر جميلة و تذكرتني و بأنها تحب كيف أن الأشخاص يفكرون بإسعادي بهذه الأشياء كما أفكر أنا دائماً بتحضير الهدايا و إسعاد من حولي، و في مرة قالت لي : "نسرين بحب إنك صايرة تندمجي معنا أكتر و تطلعي منا و تشاركينا الأحاديث"، سعدت بأنها نبّهتني لهذا الأمر و أنني فعلاً في تحسّن عندما كنت أظن عكس ذلك، و أنا شاكرة لهن كل شعور جميل يمنحوني إياه . 


- قبل أيام أرسلت لي تسنيم صورة لنبتتها التي كانت على وشك الذبول و كنا حزينتين لذلك، كان في الصورة نبتة تحمل ورقتين يانعتين، سعدت جداً لعناية تسنيم بها و أن النبتة في تحسّن، و آمل من الله أن يجعلها تكبر و تزيد أوراقها المُخضرّة🌿

- تطلب مني دعاء منذ ثلاث أيام الذهاب معها لشراء مذكرة مكاني للعام الجديد و أقول لها بأنني سأذهب معها لكنني لن أشتريها رغم أني معجبة بها لكني أخاف عدم التزامي بالكتابة عليها و بالتالي لا أستفيد منها ،تُصرّ على ذلك و تقول بأننا نشجع بعضنا البعض بالكتابة عليها و نشارك ما نودّ مشاركته، اتفقنا أن نلتقي اليوم للذهاب معاً، لكنني تفاجأت بأنها تعطيني المذكرة مغلفة و تقول :"لها معي منذ أيام!" ،ذهلت و سعدت جداً لأن هناك من يسعى لإسعادي و منذ أيام يخطط لتحضير هدية لي! و سعدت أكثر لعنايتها بالتفاصيل و التغليف، و بأنها مليئة بأشكال الصبّار و اللون الأخضر :') 




- كلما فتحت كتاب مادة الفسيولوجي، أشم رائحة عطرة قوية لأزهار اللافندر التي كانت قد أعطتني اياها نَوَار في الفصل الصيفي و وضعتها في هذا الكتاب، أسعد لأنني أتذكر موقفي حينها و سعادتي عند رؤيتي لهذه الأزهار و بأنها أحضرتها لي خصيصاً! 

- في مواقف عديدة تقول لي صديقتي بأنها تريد أن تتكلم معي لأنها تشعر بحاجة للتكلم عما في نفسها ، و تقول أخرى بأنها تريد المساعدة في أمر ما، أسعَد كلما رأيت أحداً يعبر عن حاجته بوضوح و صراحة دون حرج أو خوف ، و بأنه اختارني ليشاركني ما يودّ مشاركته. 


- أجلس و بيان في وقت الاستراحة بين المحاضرات، نشعر بالبرد فأطلب منها أن نذهب لشراب شيء ساخن لنشعر بالدفء و لو قليلاً ، تقول :لنشرب زعتر مع الحليب، فأقف لحظة لأستوعب ما قالته! فتلاحظ ذهولي و تقول :أعرف بأنه غريب لكنه لذيذ 😋! وافقتها على التجربة الجديدة و الغريبة بالنسبة لي، أعجبني مذاقه و أضفته لقائمة مشروباتي هذا الشتاء! سعدت من نفسي لأنني قمت بتجربة شيء جديد في فترة أشعر بأنني أبتعد عن أي تجربة جديدة و لو كانت صغيرة لأنني أخاف. 


- أعبر عن إعجابي بدفتر يمامة في المحاضرة، لتُحضر لي دفتراً مماثلاً بعد أيام كهدية! 

و في نفس اليوم كنت قد أحضرت لها قطعة شوكولا لأنني في اليوم السابق رأيتها حزينة على درجة امتحان ما، كان الأمر مُبهجاً بالنسبة لنا و كيف أننا فكرنا بإسعاد بعضنا البعض في نفس الوقت ههه! عرّفتها بنفسي و عرّفتني بنفسها، سعدت لأنني منذ بداية الفصل أحاول أن أبادر بتعرفي عليها لكنني لم أفعل و حصل في ذلك اليوم! 

-أُقلِّب في الصور القديمة لديّ لأجد صورة لزخارف ملوّنة رسمتها صديقتي منذ سنوات! 

هل هناك داعي لأقول بأنني ابتهجت عند رؤيتها؟
كنت يومها في مزاج سيء فتحسّن مزاجي لرؤية الألوان في كل مكان و وضعتها خلفية لشاشة هاتفي
أحب كل ما ترسمه صديقتي و كل ما تخطّه يديها من خواطر ، و كل ما تصنع من أشياء صغيرة مُبهجة! :')
و أدعوها لمواصلة ذلك ،لتكون هي بخير و أكون أنا سعيدة❤️

كل تلك المواقف لولا لُطف الله و تيسيره لها لما كانت! كل هذا ...نعمة من الله عليّ بأن جعلني أُبصِر و أشعر و أكتب
فالحمدلله الذي حفَّني بألطافه و جعلني أرى السعادة بأشكالها العديدة💕

تعليقات

  1. سعيدة أن اسمي كرر في هذه التدوينة ❤
    و على هذه الألطاف الجميلة 😁

    الحمدلله على نعمه و لطفه

    ردحذف
    الردود
    1. و أنا أحب أنك تجعليني سعيدة بطريقة تعرفينها أنتِ ....أو تجهلينها و أعرفها أنا ❤️:')

      حذف
  2. أحبك أنت وتفاصيلك الجميلة وكل ما يخصك 🌵💚

    ردحذف
    الردود
    1. و أنا أحبك دعاء صدقًا، أحب دعاء بكل ما فيها ❤️

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة