قصتي مع القطط


لا أحب القطط و أخافهم جداً، حتى أنني أكثر من مرة كنت سأتعرض للدهس بسبب عدم تركيزي في قطع الشارع لوجود قطة بجانبي أو على الطرف المقابل . لكن منذ ما يقارب الثلاث سنوات تقريباً تغير الأمر
كيف؟
حصل في إحدى الأيام أنْ جاءنا قط و جلس أمام باب المنزل ينادي يريد أن نحضر له الطعام، لبّينا الطلب و بعدها و كل يوم يأتِ إلينا ليأخذ طعامه و أحياناً يبقى جالساً أمام الباب حتى بعد تناوله لطعامه
و بالطبع أحتاج أنا الخروج من المنزل لدوام المدرسة أو لزيارة ما ...فماذا أفعل و القط موجود؟
كان يجب عليّ للخروج أن أمر من جانبه، و هذا أمر يخيفني!
في البداية كنت أقول لأخي أن يقف أمامي و يمنع القط من الاقتراب لكي أستطيع الخروج، و بالفعل كان هذا ما يحصل، و من ثم اضطررت في بعض الأحيان للخروج دون وجود أخي أو أي شخص معي فكنت أمر بسرعة من جانبه و لا أطمئن حتى أصل لنقطة بعيدة عنه ...مع مرور الوقت قَلّ خوفي - ربما  بسبب العلاج بالتعرُّض ( Exposure therapy) 😛- و أصبحت أحب وجوده لكنني من المستحيل أن أقوم بلمسه، فقط تقبلت وجوده و تصالحت معه و في بعض الأيام كنت أنا من أضع له الطعام! :)

بقي يزورنا لأكثر من سنتين و من ثم ذهب و لم يعد، أمي و أختي و أخي - الذي يصغرني- كانوا يحبونه كثيراً و يلعبون معه كذلك، أمي تقول بأنها في صغرها اعتنت بأكثر من قطة لذلك للقطط معزة خاصة عندها، أما أنا فأكثر ما كنت أحبه أنه كان كُلما رآني على باب العمارة عند عودتي من الجامعة يقترب قليلاً ليخبرني بطريقته أنه يعرفني، و من ثم يصعد معي الدرج فأدخل أنا المنزل و يقف هو ينتظر أن أحضر له طعامه

* لكي تكون الصورة كاملة، وجب أن أقول أنني كنت في كثير من الأحيان أنزعج من وجوده جداً لعدة أسباب و أتمنى لو أنه يذهب و لا يعود ، لكنني كنت سرعان ما أتراجع في قرارة نفسي لأنني أشعر بأنه أصبح جزءاً جميلاً في حياتنا.

بعد اختفاء القط (ميشو) - نعم أعطيناه اسماً يليق به😛-
و حزننا الشديد على اختفائه المفاجىء و قلق أمي عليه و كأنه أحد أفراد عائلتنا p:
و قبل ما يقارب الشهرين جاءت قطة بدا عليها أنها "حامل"، لتضع بعد فترة أطفالها أمام باب منزلنا و تذهب بعد أيام قليلة من ولادتهم!
لم نعرف كيف ستتغذى القطط الأربعة الصغيرة حديثة الولادة!
بقينا ننتظر الأم لكنها لم تأتِ إلا بعد يومين، حاولنا خلال هذين اليومين أن نقدم لهم الحليب عن طريق قطّارة صغيرة أحضرناها من الصيدلية لكن الأمر كان أصعب مما تخيلنا ههه!
الحمدلله أنْ جاءت أُمَّهم و تولّت أمر أطفالها بنفسها D:

خلال الفترة الماضية كنا نرقب كيف أنهم يكبرون يوماً بعد يوم، كيف يحتضن الإخوة بعضهم بعضاً و كيف يصدرون أصواتاً عند تعرضهم للذعر، نرقب كيف تعتني أمهم بهم و كيف أنها تحميهم و تخشى أن يصيبهم أي أذى


أحببت وجودهم و صغر حجمهم و وددت لو أنني أتغلب على خوفي بالكامل و أمد يدي لهم لكنني لم أستطع!
كان يكفيني الجلوس و مراقبتهم و هم يسيرون في أسابيعهم الأولى بخطوات متعرجة و ببطء شديد و من ثم بدايتهم بالمشي السريع و الآن أصبح باستطاعتهم الركض و القفز .سبحان الله! 

أكتب هذا لأنني أعتبر مروري بجانب القطط الآن من دون ذعر و هلع إنجازاً يستحق مني ذكره و رؤيتي للقطط بأنها كائنات لطيفة أمراً لم يكن في بالي منذ سنوات، سعيدة بهذا حقاً و كيف أنني آنس بوجودهم
مع ذلك في بعض الأحيان أشعر بالخوف و التهديد عندما تقترب مني قطة ما لكن هذا الخوف ليس كسابقه. الحمد لله❤️

إن كنت تقرأ هذا و تريد مشاركتي بموقف لك مع القطط أو أنك تحب الإعتناء بهم فأنا أرحّب بمشاركتك و أَسعَد :)

تعليقات

  1. بطلة يا نسرين، بالنسبة لي اعتدت وجود القطط في منزلنا، احبهم و احب حركاتهم اللطيفة احيانا و اللئيمة احيانا أخرى. تفاجأت مؤخرا من والدتي التي اعترفت بخوفها من هذه الكائنات الحلوة و استغربت كيف تجاوزت هذا الخوف و احتواءها للقطط في المنزل؟ اخبرتني بأنها لم ترغب بان نكون "خوافين مثلي". حبيت كيف تحملت القطط و حاولت تتجاوز الخوف من اجلنا. نصيحة مني: تابعي مراقبة القطط ستصلي لمرحلة يذوب قلبك مع حركاتهم الحلوة

    ردحذف
    الردود
    1. أهلاً أفنان! أنرتِ المدونة🎉
      سعيدة بتعليقك و مشاركتك، شكراً على النصيحة، سآخذ بها إن شاء الله🌻🌸

      حذف
  2. ما احلاااهم..
    انا مابخاف منهم..بحسهم كتير كيوت
    وكتير لطيفين وحنونين..بس مصلحجيين ههههه
    كان عنا بسك بتيجي عالباب بضل عندي ولما اجبلها اكل لتاكل بتاكل وبتروح وما بتسمحلي امسكها..اما قبل الاكل اه عادي😂😂

    ردحذف
    الردود
    1. ههههه حتى أنا أحياناً بحسهم لئيمين :|

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة